أزمة المنتخب المغربيمشاكل داخلية تهدد حلم كأس أمم أفريقيا
2025-09-18 05:36:19
تشهد الساحة الكروية المغربية حالة من التوتر غير المسبوقة مع اقتراب بطولة كأس أمم أفريقيا 2019 في مصر، حيث تواجه “أسود الأطلس” أزمة داخلية حادة تهدد استقرار الفريق وتضعف معنويات اللاعبين قبل المنافسة القارية.
وترجع جذور الأزمة إلى الحادث الذي وقع خلال المباراة الودية ضد غامبيا، عندما منع فيصل فجر زميله عبد الرزاق حمد الله من تسديد ركلة الجزاء، مما أدى إلى مشادة كلامية بين اللاعبين انتهت بإهدار الركلة وخسارة المباراة بهدف نظيف.
وتصاعدت الأزمة عندما أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم انسحاب حمد الله بسبب الإصابة، ليرد الهداف السعودي بمقطع فيديو يثبت لياقته البدنية الكاملة وينفي وجود أي إصابات، مما كشف محاولة الاتحاد لتجميل الواقعة.
وازدادت الأمور تعقيداً عندما نشر فجر مقطع فيديو وهو يغني أغنية “باي باي” برفقة زميله نبيل درار، في إشارة استفزازية واضحة تجاه حمد الله، مما عمق الشرخ داخل صفوف الفريق.
وعلى الجانب الآخر، أظهر حمد الله نضجاً كبيراً عندما اختار عدم الرد على الاستفزازات، وغرد على حسابه الرسمي: “لقد تأجل الحلم، حلم تمثيل وطني في كأس إفريقيا ولكن لم يضيع! بالتوفيق لمنتخبنا الوطني”.
ووصلت الأزمة إلى الجماهير المغربية التي استهجنت أداء فجر خلال المباراة الودية ضد زامبيا، حيث ووجه بالصافرات منذ دخوله الملعب، وهتف الجمهور باسم حمد الله في إشارة واضحة إلى تأييدهم له.
ولم يسلم المدرب هيرفي رينار من الانتقادات، حيث اتهمته وسائل الإعلام المغربية بالمشاركة في زيادة الضغوط على اللاعبين من خلال تجنبه المؤتمرات الصحفية وتغيبه عن الإعلان عن القائمة النهائية للمنتخب.
ويواجه المنتخب المغربي الآن تحدياً مصيرياً قبل منافسات المجموعة الرابعة التي تضم ساحل العاج وجنوب أفريقيا وناميبيا، حيث يخشى الخبراء من تكرار سيناريو الخروج من الدور الأول كما حدث في تسع نسخ سابقة من البطولة.
هذه الأزمة تطرح تساؤلات كبيرة حول قدرة المنتخب المغربي على تجاوز الخلافات الداخلية واستعادة تركيزه قبل المنافسة القارية، خاصة مع وجود مجموعة من اللاعبين المتميزين في أهم الدوري الأوروبية الذين كان من المفترض أن يكونوا ركيزة أساسية لتحقيق حلم التتويج باللقب الإفريقي بعد غياب دام لأكثر من أربعة عقود.